fatima مشـــرف عام
عدد المساهمات : 1039 تاريخ التسجيل : 07/04/2010 العمر : 64
| موضوع: وإليك أختي المسلمة هذه القصة الأربعاء أغسطس 04, 2010 1:51 pm | |
| مقدمة بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،أما بعد :
فمن المعلوم أن الإنسان اجتماعي بطبعه ، يحب الأنس ويطمئن إليه ،ويكره الوحشة والعزلة والانفراد ، ولأجل ذلك سمي الإنسان إنسانا اشتقاقا من هذا الطبع الذي هو من أخص صفاته ونعوته .
وما سمي الإنسان إلا لأنسه *** ولا القلب إلا أنه يتقلب
ومن صور الأنس التي جبل عليها الإنسان اختيار الأصحاب والرفقاء وانتقاء الأخوة والأصدقاء ، وتخصيصهم بالود والمحبة وطيب العشرة أكثر من غيرهم من الناس . وفي بعض الأحيان بل في كثير منها يكون خلق الإنسان رهين أخلاق من يصاحب ويعاشر فإن كان الصاحب رفيق سوء انطبعت أخلاقه الذميمة على من يعاشر وإن كان رفيق خير أثر بالخير على أصحابه ورفاقه والعكس يصح .
ومن هذا المنطلق كان العلم بمعايير الرفيقة الصالحة شرطا بالغ الأهمية في الحفاظ على الأخلاق والاستزادة منها ، والنجاة من سلوك بنيات الطريق حيث الهلاك والدمار لأن الإنسان مهما علا كعبه وبلغ شأنه لابد وأنه يتأثر بالخلة التي يعاشرها وهذا ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال " الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " [رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع 3543]
ولذلك فاعلمي ـ أخيتي ـ أن الخليلة الصالحة ، هي عملة صعبة يعز الحصول عليها في هذا الزمان ، فإذا وجدتيها فعضي عليها بالنواجذ ، واحرصي عليها حرصك على الهواء والطعام ، فإنها زينة في الرخاء ، وعدة في الشدة ، ومعونة في المعاش ، وعون على الهدى والرشاد ، إذا زللت نصحتك ، وإذا اعوججت قومتك ، وإذا استشرتيها صدقتك ، تتحسر لأتراحك ، وتفرح بأفراحك ، وتشاركك الحياة بحلوها ومرها .
فما هي معايير الرفيقة الصالحة ؟ وما هي صفات رفيقة السوء ؟وماذا عن آداب الصحبة ؟
المرأةالمسلمةوآدابالصحبةالمرأةالمسلمةوآدابالصحبة
صفات صديقات السوء : أختاه ... لقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم معايير الصديقة الصالحة ، وكشف حقيقة رفيقات السوء ، وبين آثار الجلساء على اختلاف صفاتهم فقال صلى الله عليه وسلم " إنما مثل الجليس الصالح ، وجليس السوء ، كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة " [رواه البخاري ومسلم ]
ووجه الدلالة من الحديث أن جليس السوء لا بد أن تأخذي من طباعه أو تتأثري بكلامه ، فلا تجالسي إلا من تلتمسين فيه الخير والفضيلة فإن مجالسته استزادة من الخلق والخير .
ولا تجلس إلى أهل الدنايا *** فإن خلائق السفهاء تعدي
فإذا وجدت من رفيقاتك ابتعاد عن الالتزام بالدين ، وتفريطا في أداء الفرائض والواجبات وانشغالا بالغيبة والنميمة والكلام في أعراض الناس وخاصة أمورهم فاغسلي يديك منهن ولسان حالك يقول : لكم دينكم ولي دين ، فإذا كان بعض السلف ينصح ويقول : إذا رأيت الرجل يتأخر عن تكبيرة الإحرام فاغسل يديك منه !
فكيف نفعل مع من يفرط في أداء الصلاة والواجبات ؟ !فاحذري أختي المسلمة أن تسترسلي في مصاحبة من ضيع دينه ، فإنهن لما ضيعن الدين وهو أغلى ما يملكه المرء في الحياة .. كن لما سواه أضيع ! والواجب عليك في مثل هذه الأحوال أن تبذلي جهدك في نصح من تصاحبين ، وأن تكوني لطيفة حسنة الخلق في وعظك وإرشادك ، فإذا استجبن لك فبه ونعمت وإلا فلا تختلطي معهن إلا في الضرورة القصوى .
تعست مقارنة اللئيم فإنها *** شرق النفوس ومحنة الكرماء أنا في زمان قلب ومعاشر *** يتلونون تلون الحرباء قد أصبحوا للسهر سبة نادم *** من كل مصدر محنة وبلاء وأشد ما يلقى الفتى من دهره *** فقد الكرام وصحبة اللؤماء
ومن صفات رفيقات السوء ... الدعوة إلى الفسق والفجور كالأغاني ، ورؤية الأفلام والمسلسلات وفجور الفضائيات . ومن صفاتهن أيضا الافتخار بربط العلاقات المحرمة مع ذئاب الشوارع الفساق ، وتزيين ذلك للأخريات ، واعتباره مظهرا من مظاهر السعادة والنشوة ، تارة بالمعاكسات الهاتفية ... وتارة بتبادل الرسائل .
وهذه من أخطر الصفات وأفتكها بنفوس المؤمنات ، لأنها تجد في النفس قبولا وشهوة ، وتحدث في القلب فتنة لا تدفع إلا بعد حيرة وجهد وصراع ، لا سيما ورفيقات السوء ، يتألقن في سدل ستائر العفة على تلك الروابط ، ويتقن طريقة العرض والإغراء ، فلا تشعر المسكينة إلا وهي في حبائلهن الماكرة ، فإن أبدت بعد تردد وحيرة رفضها ، كدن لها بما يعرفن عنها من الأسرار والأحوال
| |
|