fatima مشـــرف عام
عدد المساهمات : 1039 تاريخ التسجيل : 07/04/2010 العمر : 64
| موضوع: أختاه أين أنت من التاريخ الجمعة يونيو 25, 2010 1:22 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: إن نظرة متفحصة في التاريخ، لتنبئ عن مدى الفرق الشاسع بين همة نساء السلف، وما عليه نساء هذا العصر إلا من رحم الله! لقد ضرب نساء المسلمين في القرون الماضية أروع الأمثلة على علو الهمة وشموخها، وسجلن للأجيال بطولات رائعة، لا يبرح نساء هذا العصر إذا قرأنها أن يتخيلنها ضربًا من ضروب الخيال، لولا قواطع الأدلة التي تثبت وقوعها في التاريخ. لقد جعلن من حياتهن قدوة للأجيال، في العبادة والجهاد، وفي الصيام والقيام وفي طلب العلم والتربية والدعوة والتضحية من أجل دين الله. وفي هذا الكتاب – نستعرض نماذج قيمة، من أحوال نساء السلف، لعل الله يحيي بذلك الإيمان في قلوب نسائنا، فتذب، فيهن روح العودة إلى حنين الماضي، حيث العزة والتمكين. أول من أسلم – امرأة! لما أوحى الله جل وعلا إلى نبيه بالدعوة والتبليغ، عرض أمره على زوجته الطاهرة أم القاسم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فما كان منها إلا أن خفق قلبها للدين واستجاب حسها وشعورها بصدق ويقين لسيد الأنبياء والمرسلين . قال الإمام عز الدين بن الأثير رحمه الله تعالى: «خديجة أول من أسلم، بإجماع المسلمين»( ). فلم تعبأ رضي الله عنها بما قد ينالها من المشركين، فكانت خير نصير وظهير للنبي فكانت تسانده وتؤيده بمالها ونفسها وما تملك، لذلك كانت لها مكانة في قلب رسول الله لا تعدلها مكانة سائر أمهات المؤمنين، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها، واستغفار لها، فذكرها يومًا، فحملتني الغيرة، فقلت: «لقد عوضك الله من كبيرة السن!» قالت: فرأيته غضب غضبًا، أسقطت في خلدي، وقلت في نفسي: «اللهم إذا أذهبت غضب رسولك عني لم أعُدْ أذكرها بسوء». فما رأى النبي ما لقيت، قال: «كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناسُ، وآوتني إذ رفضني الناس، ورزقت منها الولد وحرمتموه مني». قالت: فغدا وراح عليَّ بها شهرًا»( )؛ فهذا الحديث يدل على مكانتها في قلب رسول الله ، وعلى التضحية الكبيرة التي قدمتها إيمانًا بالله ورسوله فكان أن بشرها الرسول ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب»( ) فرضي الله عنها وأرضاها. أختي المؤمنة: لقد كانت خديجة رضي الله عنها خير نصير للإسلام، وبها وبأمثالها نصر الله الدين، وهزم جموع المشركين، ولقد كسبت بسبقها للإسلام والإيمان شرفًا عظيمًا في الدنيا والآخرة، وإننا لنأمل أن يعلق وسام هذا الشرف في أعناق المؤمنات، إنه شرف السبق للعودة إلى الدين.. فخديجة رضي الله عنها كسبت شرف السبق في البدء.. ونحن نريد منك كسب شرف السبق للعود! قال رسول الله : «إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء». نعم؛ إنه لابد من دفع ضريبة العودة.. كما دفعت ضريبة البدأ.. وهي في الحالتين واحدة: إنها الغربة. فكوني- حفظك الله– ناصرة لهذا الدين بالتزامك واستجابتك لله ورسوله، اجعلي نصب عينيك أم المؤمنين قدوة.. وتحملي وحشة الطريق والغربة.. فإن طريق الجنة محفوف بالمكاره وطريق النار محفوف بالشهوات! أول شهيدة في الإسلام امرأة ومن عجيب قدر الله أن تكون أول شهيدة في الإسلام امرأة، ليعلم بذلك المسلمات طوال التاريخ أن دور المرأة في نصرة الدين عظيم، فهي أول من خفق قلبها للدين، وأول من روت تربة الأرض بدمها نصرة لله رب العالمين. إنها سمية بنت خُبَّاط أم عمار بن ياسر، كانت سابعة سبعة في الإسلام، وكان بنو مخزوم إذا اشتدت الظهيرة، والتهبت الرمضاء، خرجوا بها هي وابنها، وزوجها إلى الصحراء، وألبسوهم دروع الحديد وأهالوا عليهم الرمال المتقدة، وأخذوا يرضخونهم بالحجارة، ورسول الله لا يفتأ إذا مر عليهم أن يقول: صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة! حتى تفادى الرجلان (ابنها وزوجها) ذلك العذاب المر بظاهرة من الكفر أجرياها على لسانهما، وقلبهما مطمئن بالإيمان، وقد أعذر الله أمثالها بقوله تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ؛ فأما المرأة فاعتصمت بالصبر، وقرت على العذاب، وأبت أن تعطي القوم ما سألوا من الكفر بعد الإيمان، فذهبوا بروحها وأفظعوا قتلتها، فماتت رضي الله عنها، وكانت أول شهيدة في الإسلام! فأين الأخوات من أمثال سمية في عصرنا! وأين من تصبر على الحجاب الشرعي دون انسياق وراء خزعبلات الموضة وأضوائها! * وأين من تلازم طاعة الله جل وعلا وطاعة زوجها ووالديها! * وأين من تضحي بوقتها في سبيل التعلم والتعليم والدعوة! لقد كان شرفًا للمرأة أن تكون الشهادة في الإسلام منطلقة على يدها، فإذا كانت سمية بنت خُبَّاط رضي الله عنها قد شهدت على التزامها بالإسلام بدمها وجسدها وروحها.. فلكي تترك لأجيال المسلمات من بعدها إرثًا من التاريخ يفخرن به ويقتدين بنهجه ما دامت السموات والأرض. أختاه.. يا من هديت إلى الإسلام راضية وما ارتضيت سوى منهاج خير نبي يا در حفظت بالأمس غالية واليوم يبغونها للهو واللعب يا حرة قد أرادوا جعلها أمة غريبة العقل، لكن اسمها عربي هل يستوي من رسول الله قائده دومًا، وآخر هاوية أبو لهب وأين من كانت الزهراء أسوتها ممن تقفت خطا حمالة الحطب أختاه لست ببنت لا جذور لها ولست مقطوعة مجهولة النسب أنت ابنة العرب من الإسلام عشت به في حضن أطهر أم من أعز أب فلا تبالي بما يلقون من شبه وعندك العقل إن تدعيه يستجب سليه: من أنا؟ ما أهلي؟ لمن نسبي؟ للغرب أم أنا للإسلام والعرب؟!( )
امرأة تصنع الأبطال لقد كانت الخنساء من خيرة نساء العرب في الجاهلية، ويوم أن قتل أخوها، بكته بُكاء صار مثلاً في الجزع والنياحة، من شدة ما كانت تجد في نفسها من فقده! ولكنها لما أسلمت وحسن إسلامها، أصبحت تصنع الأبطال، وتعطي الدروس والعبر للأجيال؛ إذ لما تأهب أبناؤها وأشطار كبدها إلى القتال، وعظتهم موعظة القائد الصارم الذي يشحذ همم الجنود، ويوقظ سبات الرقود، فقالت لهم: «يا بني إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين والله الذي لا إله إلا هو، إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنتُ حسبكم، وما غيرت نسبكن، واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية. اصبروا وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها وحللت نارًا على أوراقها، فيمموا وطيسها، وجالدوا رسيسها، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة». ولما حمي وطيس القتال، تدافعوا على العدو، حتى ماتوا جميعًا رحمهم الله، فما كان منها إلا أن قالت: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر الرحمة»( ). فأين أمثال الخنساء في زماننا، وأين من يعلي همم البنات والأبناء للتضحية في سبيل الدين إن لم يكن بالقتال، فبالعلم، والعمل والدعوة والنصيحة وبذل المعروف وكف الأذى. أختي المسلمة: تذكري أن البيت هو مدرسة الأبناء.. وأنك المعلمة فيه، فبمقتضى التوجيه والتربية التي ترعين بها أبناءك يكون نهجهم ونتاجهم في الحياة، ولذا فإن حسن التوجيه وأدب التربية شرط في صناعة الأبطال.. فالبنت مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيبًا الأعراق ومن تأمل واقع المسلمين اليوم وجد أن السبب في ظهور الانحطاط في جوانب كثيرة من حياتهم، هو غياب روح التربية والتوجيه، وغياب دور الأمومة الريادي في صناعة الرجال الذين يرفعون راية الدين. فكوني رعاك الله مهتمة بأبنائك.. واجعلي منهم جندًا لله! | |
|
العجيبه Admin
عدد المساهمات : 810 تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 69
| موضوع: رد: أختاه أين أنت من التاريخ الجمعة يونيو 25, 2010 9:11 am | |
| | |
|