تسلح بالثقافة العملية الإيجابية فهي القادرة على صنع النجاح في حياتك..!والثقافة العملية الإيجابية هي تلك الأفكار التي تدعو الإنسان للعطاء والإنتاج وكل فكرة توحي بالعمل، فهي جزء من الثقافة العملية الناجحة. ففكرة النشاط، الجد والاجتهاد، التحرك والسعي، الإبداع والابتكار، التفكير والتأمل، تحمل المسؤولية، العمل الصالح، تجاوز العقبات، قوة النفس، العزيمة الصادقة والإرادة الصلبة، والانطلاق نحو الحياة – حياة العظماء الناجحين - الذين سجلوا أنفسهم في التاريخ ليكونوا حقا قدوة وأسوة لعامة الناس ونموذج حي يحتذي ويقتدي به. ولابد وأن ندرك هذه الحقيقة الهامة وهي... إن أي عمل ناجح لابد وأن تسبقه فكرة ناجحة، فالأعمال الناجحة هي وليدة الأفكار الناجحة، والأعمال الفاشلة هي وليدة الأفكار الفاشلة.
إن الثقافة التي تدعو الإنسان إلى النشاط والعمل والإنتاج، لهي الثقافة الحية التي تصنع النجاح. وحيث يقول المتنبي في أبياته الرائعة:إذا غامرت في شرف مـروم فـلا تقـنـع بـمـا دون النـجـوم
فطعم المـوت فـي أمـر حقيـر كطعم الموت في أمـر عظيـم
يرى الجبناء أن العجز عقـل وتلـك خديـعـة الطـبـع اللئـيـم
وكل شجاعة في المرء تغني ولا مثل الشجاعة في الحكيم
وما أروع ما قاله أيضا المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قـدر الكـرام المكـارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائـم
فالناجح يقوم بمشاريع وبرامج يعجز عنها الخيال وتبهر عظماء الرجال وتثير الدهشة والغرابة والتعجب من عظمتها...
الناجح لا يعيش على هامش الأحداث ولا يكون صفرا بلا قيمة ولا زيادة في حاشية...
من كانت همته في شهواته وطلب ملذاته كثر سقطه وبان خلله وظهر عيبه...
إن من سر النجاح أولئك الذين صنعوا التاريخ، والذين ساهموا في بناء الحضارات الإنسانية، والذين أثروا وأثروا الفكر الإنساني بالعطاء والإنتاج، والذي خلد التاريخ ذكرهم، إن سر النجاح أولئك جميعا هو الثقة بالنفس وإيمانهم الكبير بقدراتهم وطاقاتهم وإمكانياتهم الداخلية. وأن مدخل النجاح هو الطموح والإرادة الصلبة والهمة العالية لأنها تفجر ما في الإنسان من طاقات كامنة وتدفعه نحو استنفار كل قواه العقلية والبدنية والنفسية من أجل تحقيق أهدافه ومآربه في الحياة. ومن أجل تنمية الطموح ورفع المستوى المطلوب.. لابد من توافر ما يلي:1- التطلع والنظرة إلى الأمام وإلى الأفضل. 2- اتخاذ القرار المناسب. 3- علو الهمة. 4- الثقة بالنفس.
ومن أجل تنمية الإرادة الصلبة.. هناك مجموعة من الأساليب لتنمية الإرادة وتقويتها، أهمها ما يلي:1- التوكل على الله حق توكله. 2- الاعتماد على النفس. 3- العزيمة والإصرار. 4- التدريب والممارسة. في الحقيقة ومن وجهة نظري المتواضعة.. أن كثيرا من الناس يضطربون عندما يريدون أن يتخذوا قرارا حازما، ولا يمتلكون الإرادة الصلبة، والطموح الكافي، لتحقيق أهدافهم ومآربهم، فيصيبهم القلق والحيرة والإرباك والشك والفشل، فيبقوا في ألم مستمر وفي صداع دائم. إن على الإنسان أن يشاور العقلاء والحكماء وأهل الخبرة والتجربة وأن يستخير رب العالمين، وأن يتأمل قليلا ويفكر في الأمر الذي شغل باله وعقله، فإذا غلب على ظنه الرأي الصائب والمسلك الأحسن أقدم بلا إحجام، وانتهى وقت المشاورة والاستخارة، وعزم وتوكل، وصمم وجزم، لينهي حياة التردد والاضطراب. إن المسألة في الواقع والحقيقة هي لا تحتاج إلى تردد، بل إلى مضاء وتصميم وعزم أكيد، فإن الشجاعة والبسالة والقيادة في اتخاذ القرار المناسب. إذن إن التردد فساد في الرأي، وبرود في الهمة، وخور في التصميم، وشتات للجهد، وإخفاق في السير. وهذا التردد مرض لا دواء له إلا العزم والحزم والثبات. أعرف أناسا في حياتي وهم يقدمون ويحجمون في قرارات صغيرة، وفي مسائل حقيرة، وما أعرف عنهم إلا روح الشك والاضطراب، في أنفسهم وفي من حولهم. إنهم سمحوا للإخفاق أن يصل إلى أرواحهم فوصل، وسمحوا للتشتت ليزور أذهانهم فزار. كما سمعت وقرأت العديد من الشخصيات التي اتخذت القرار الصعب والمصير في حياتهم وتحدوا الظروف والمشاكل والعقبات سواء منها الظروف المادية أو النفسية وتمكنوا من تجاوز هذه الظروف والعقبات والوصول إلى أهدافهم ومراتبهم العالية كل ذلك كان بفضل الله أولا ثم بفضل جهودهم واعتمادهم على أنفسهم وهمتهم العالية وعزيمتهم القوية وإرادتهم الصلبة طموحهم العالي ثانيا. وسأنقل إليكم قصة حصلت لي في حياتي وفي واشنطن – العاصمة الأمريكية – تحديدا في عام 2006 م، وعند وصولي إلى الملحقية الثقافية السعودية هنا تعرفت على الموجودين داخل الملحقية وكنت أتحدث مع الدكتور عبد المحسن العتيبي حيث قال لي إنه عاش فترة طويلة في أمريكا هو وأبنائه وبناته وكلهم حصلوا على شهادات عليا رفيعة وفي أثناء الحديث دخل علينا أحد الأشخاص «مصاب بالإعاقة» وسلم وجلس وتحدث معنا بلغة الإشارة التي تعلمها في أمريكا.. حيث أنه لا يستطيع الكلام أو التفوه أي كلمة واضحة إلا بإشارة وحركة من يده.. وهنا تحدث لي الدكتور العتيبي قائلا: إن هذا الرجل الذي أمامك يمتلك ثلاث شهادات دكتورات عليا بتقدير امتياز وتفوق وفتح لي ملفه الخاص ورأيت الشهادات كلها وأنا مندهش ومستغرب ما رأيت وما شاهدته بأم عيني وقلت: «ما شاء الله تبارك الله»وقال لي الدكتور هذا الرجل يمتلك صفات ومميزات عالية وذاكرة قوية وإرادة صلبة جعلته يتحدى الظروف والإعاقة حتى أصبح ناجحا ومتفوقا بعد غربة طويلة أمضاها طول حياته في أمريكا حتى احترمته هذه البلاد وحضنته وكافأته وجعلته متميزا على أقرانه من السعوديين. ومن الصفات المتميزة التي لابد من توفرها في الشخصية الناجحة منها.. التفاؤل والأمل والتفكير الإيجابي وترك التشاؤم والتفكير السلبي والتحطيم واليأس وترك الرسائل المؤلمة وعدم تفوه بكلمات وألفاظ تدعو إلى الفشل والسقوط في المجهول ولكن كن قويا أمام الرياح العاتية والأعاصير المتلاطمة والأمواج المعادية لعكس التيار والهدف المنشود.. واسع وانطلق نحو هدفك بكل قوة وصلابة فالله يحفظك ويرعاك ويسدد خطاك رغم أنوف الحاسدين والحاقدين والشامتين والمتربصين... وتذكر يا أخي العزيز: المقولة المشهورة الذي قالها «بوكر واشنطن»: «النجاح لا يقاس بالمنصب الذي وصل إليه الشخص في حياته، بل بالمصاعب والعقبات التي تغلب عليها أثناء سعيه للنجاح». وتذكر قول الله – عز وجل – في كتابه العزيز: ﴿ إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ﴾.وقال الله تعالى: ﴿ إن الله لا يضيع أجر المحسنين ﴾. وأيضا قوله تعالى: ﴿ يعز من يشاء ويذل من يشاء.. ﴾ألم يكن إدريس النبي خياطا وداود حدادا ونوحا نجارا وآدم ويعقوب مزارعا ومحمدا راعي الغنم.. ألم يرفعهم الله ويعطيهم المنزلة العالية والرفيعة والمحبة في قلوب الناس بل كل الكائنات في الأرض والسماء وجعل العزة والكرامة والشرف والعظمة لهم وساما وعلامة بارزة وقدوة وأسوة لنا جميعا نحن البشر لكي نتعلم الكثير من الدروس والعبر لكي نمشي على خطاهم ونسير على نهجهم الواضح والمستقيم.