العجيبه Admin
عدد المساهمات : 810 تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 69
| موضوع: يا صاحب الهـمّ الأحد ديسمبر 05, 2010 12:35 am | |
| حينما يُنِيخ الـهَـمّ بِكَلْكَلِه في ساحات أقوام
وعندما يضرِب الكَرْب أطنابه في صدور آخرين
حينها تُخيِّم سحائب الْحُزن
وقد تُمطِر العيون دَماً بعد دمع
وقد يَرى أُناس الليل
فلا يَرون فيه إلاّ حِلْكَته وسَواده
قديتنفّس أحدهم من ثُقب إبرة !
وقد يَنظر من خلال منظار مُغلَق !
فلا يَرى في الأُفُق أمَلاً يَلُوح
بل لعلّه إذا رام تفريجا رأى ضيقاً
وإن نَشَد الفَرَح صَفَعَه الْحُزن
وإن أراد أن يضحَك عُبِس في وجهه
فهو ينتقل من هَـمٍّ إلى هـمّ
ويَخْرُج من غمّ ويَدخل في آخر
إلا أنّ دوام الْحال من الْمُحال
وربّ العزّة سبحانه
أخبر عن نفسه بأنه
(كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)
قال عليه الصلاة والسلام :
من شأنه أن يَغْفِر ذَنْباً ،
ويُفَرِّج كَرْباً ،
ويرفع قوما ويخفض آخرين .
رواه ابن ماجه .
قال عبيد بن عمير :
مِن شَأنه أن يُجيب داعيا ،
أو يُعْطِي سائلا ،
أو يَفُكّ عَانيا ،
أو يَشْفِي سقيما .
وقال مجاهد :
كل يوم هو يُجِيب داعيا ،
ويَكْشِف كَرْباً ،
ويُجِيب مُضْطَراً ،
ويَغْفِر ذنباً .
وقال قتادة :
هو مُنْتَهَى
حاجات الصالحين وصريخهم ، ومنتهى شكواهم .
ومن لُطْف الله وفضله وعظيم مِنَّتِه
أنه لا شِدّة إلا ويَعقبها فَرَج
وما من كَرْب إلا ومعه التنفيس
وقد يبتلي الله عباده
ليَظهر منهم صِدق العبودية
وليجأروا إلى الله بالدعاء
ومِن جُوده وكرمه
سبحانه وتعالى
أن هيأ لِعباده أسبابالنجاة
وأنْ دلَّهُم على طُرُق الخيرات
وجَعَل له نَفَحَات ،
وأمَرَهم أن يتعرّضوا لِتلك النفحات
ففي الحديث :
افعلوا الخير دَهركم ،
وتَعَرَّضُوا لنفحات رحمة الله ،
فإن لله نفحات من رحمته
يصيب بها من يشاء من عباده ،
وسلوا الله أن يَسترعوراتكم ،
وأن يُؤمِّن روعاتكم .
رواه الطبراني في الكبير
وهو سبحانه وتعالى
يُخاطِب عباده كل ليلة ،
فيقول :
هل من سائل يُعطى ؟
هل من داعٍ يُستجاب له ؟
هل من مُسْتَغْفِر يُغْفَرله ؟
حتى ينفجر الصبح .
كما في صحيح مسلم .
وروى محارب بن دثار عن عمّه
أنه كان يأتي المسجد فيالسحر
، ويَمُرّ بِدَارِ ابن مسعود ،
فسمعه يقول
: اللهم إنك أمرتني فأطَعْتُ ،
ودعوتني فأجَبْتُ ،
وهذا سحر فاغفر لي .
فسئل ابن مسعود عن ذلك ،
فقال :
إن يعقوب عليه الصلاةوالسلام
أخَّرَ الدعاء لِبَنِيهإلى السَّحَر ،
فقال
: (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ) .
.. اعلم أن الفَرَج مع الكَرْب
وأن مع العُسر يُسْرا
يا صاحب الهم إن الهم منفرج = أبشر بخير فإن الفـارِج الله
اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه = لاتيأسَنّ فإن الكـــافي الله
الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة = لا تجزعنّ فإن الصَّـانِع الله
وإذا بُلِيت َ فَثِقْ بالله وارضَ به = إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله
والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَدٍ =فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله
وأصدق منه وأبلَغ
قوله عليه الصلاة والسلام :
واعلم أنّ في الصبر
على ما تَكْرَه خيرا كثيرا،
وأن النصر مع الصبر ،
وأن الفَرَجَ مع الكَرْب ،
وأن مع العسر يُسرا .
رواه الإمام أحمد .
ويا صاحب الهـمّ ..
لا تَغْفَل عن القرآن
ولا تُغفِل مصدر الفَرَج
وأصل السعادة
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
ما أصاب أحداً قط هَمٌّ ولا حُزن
، فقال
: اللهم إني عبدك ابن عبدكابن أمَتِك ،
ناصيتي بِيَدِك ،
ماضٍ فيّ حُكمك ،
عَدْلٌ فيّ قضاؤك ،
أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ،
أو علمته أحداً من خلقك ،
أو أنزلته في كتابك ،
أو استأثرت به في علمالغيب عندك ؛
أن تجعل القرآن ربيع قلبي،
ونور صدري ،
وجلاء حزني ،
وذهاب همي ؛
إلا أذهب الله هَمّه وحزنه،
وأبدله مكانه فرجا .
فقيل : يا رسول الله
ألا نتعلمها ؟
فقال : بلى ،
ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها .
رواه الإمام أحمد .
ويا صاحب الهـمّ .. لا تَجزعنّ لمكروه تُصَاب به =
فقد يُؤدِّيك نحو الصِّحةالْمَرَضُ
ويا صاحب الهـمّ ..
اعلم أن الهـمّ أجرٌ وخير
ففي الحديث :
ما يصيب المؤمن من وَصَبولا نَصَب
ولا سَقَم ولا حَزَن ،
حتى الْهَمّ يُهَمَّه إلا كُفِّرَ به من سيئاته.
رواه البخاري ومسلم .
ويا صاحب الهـمّ ..
الهـمّ رِفعة في درجاتك
روى الإمام أحمد من طريق
محمد بن خالد عن أبيه عنجده –
وكان لِجَدِّه صُحْبَة
- أنه خَرَج زائرا لِرَجُلٍمن إخوانه ،
فبلغه شكاته .
قال : فَدَخَل عليه ،
فقال :
أتيتك زائراً عائداًومبشراً .
قال :
كيف جمعت هذا كله ؟
قال :
خَرَجْتُ وأنا أريد زيارتك،
فبلغتني شَكَاتُك ،
فكانت عِيادة ،
وأبَشِّرُك بشيء سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
قال :
إذا سَبَقَتْ للعبدِ من الله مَنْزِلَة
لم يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهابتلاه الله في جسده
أو في ماله أو في ولده ،
ثم صَبَّرَه حتىيُبَلِّغَه المنْزلة
التي سَبَقَتْ له منه .
يا صاحب الهـمّ ..
ألا ترى أن الهـمّ والْحزن والكَرْب
مِحَنٌ في طـيِّـها مِنَح ؟ !
| |
|