fatima مشـــرف عام
عدد المساهمات : 1039 تاريخ التسجيل : 07/04/2010 العمر : 64
| موضوع: رمضان .. محطة روحية لغسل الأدران المعنوية الثلاثاء يوليو 20, 2010 12:36 am | |
| من رحمة الله - تعالى - بعباده..أن جعل لهم محطات في حياتهم.. يتطهرون فيها من الذنوب والخطايا.. ويتزودون فيها بالأعمال الصالحات.. ليواصلوا دورهم في إعمار الأرض وطاعة الله - سبحانه -.
من هذه المحطات ما هو يومي كالصلوات الخمس، ومنها ما هو أسبوعي كصلاة الجمعة، ومنها ما هو شهري كصيام ثلاثة أيام من كل شهر... ومنها ما هو سنوي كالصيام والزكاة، ومنها ما لا يجب إلا مرة واحدة في العمر كالحج.
ومن فضل الله - تعالى -ورحمته بعباده كذلك أن جعل بعض هذه العبادات متعلقاً بالبدن، وجعل بعضها متعلقاً بالروح، وجعل بعضها متعلقاً بالمال، وجعل بعضها يجمع بين نوعين أو أكثر من هذه الأنواع.
والصيام من الفرائض التي تجمع بين عبادتي الروح والبدن معاً.. وما أكثر الأحاديث التي تناولت فضل الصيام وثوابه، منها ما روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) [رواه البخاري، الترغيب ج2 ص90، رقم 1].
النفس البشرية كالجسم تعتريها أدران بسبب المعاصي والذنوب، فتحتاج إلى ما يطهرها من هذه الأدران ويغسلها من تلك المعاصي، حتى لا تتراكم عليها، فإن تراكم الأدران عليها يؤدي إلى تلفها بالمرض ثم الموت المعنوي الذي تفقد معه الإحساس بالمعاني السامية والكمالات البشرية الراقية، وقد قال الشاعر في هذا الموت المعنوي: ليس من مات فاستراح بميت *** إنما الميت ميت الأحياء إنما الميت من يعيش كئيباً *** كاسفاً باله قليل الرجاء
وقد جعل الله - تعالى -من المحطات الإيمانية ما يغسل عن النفس أدرانها ليعيدها إلى نظافتها وحيويتها، فجعل الصلاة إلى الصلاة في اليوم، والجمعة إلى الجمعة في الأسبوع، ورمضان إلى رمضان محطات تغسل فيها الذنوب، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان والعمرة إلى العمرة مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) [رواه مسلم وغيره]، وقد قال - تعالى -: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم [النساء: 31]، فالكبائر تحتاج إلى توبة خاصة نصوح صادقة من الإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على ألا يعود إليه، وإذا كانت الكبيرة مما يتعلق بحقوق العباد كالسرقة ونحوها، فلا بدّ من إعادة الحق إلى صاحبه في الدنيا، أو استحلاله (أي طلب مسامحته وعفوه).
ومن هنا فقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - عن تكفير الذنوب في رمضان فقال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) أي: من صام رمضان إيماناً بأن الله - تعالى -فرض صيامه، وطلباً للأجر عند الله - تعالى -على ذلك، لا لغاية أخرى من رياء أو سمعة أو قصد التخلص من أمراض مثلاً، وراعى في صيامه الصوم الحسي بترك الطعام والشراب والشهوة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والصوم المعنوي بترك المعاصي القولية والفعلية من الكذب والزور وغير ذلك: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، فإن من يراعي الصوم بنوعيه المذكورين يغفر له ما تقدم من ذنبه. وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في رواية أخرى أخرجها النسائي في سننه: (إن الله فرض صيام رمضان وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) أي أنه يعود بلا ذنوب كما كان حاله لدى ولادته حيث لم يكن قد جرى عليه القلم بعد. والله ذو فضل عظيم واسع المغفرة لمن صدق في توبته. | |
|