fatima مشـــرف عام
عدد المساهمات : 1039 تاريخ التسجيل : 07/04/2010 العمر : 63
| موضوع: الامل غدا السبت أبريل 10, 2010 1:25 am | |
| الأمل غدا وكأن للزمن معايير مختلفة. تتمايز عن بعضها بحسب الرؤيا... اليائسون يرون أنه يمر بالقطارة نقطة نقطة... بخيلاء وصلف وكبرياء قاهرة... وكأن دقيقته ساعة... وساعته شهراً وشهره عمراً وهمّه دهراً كله ضنك وقهر... وقد تأبط صدروهم واستوطن أفكارهم بغيظه وثقله... الذين هجروا الشقاء والبؤس.. ولا تسأل عن الوسيلة، كيفما كانت. تمر سويعاته تدفقاً كجريان فيض حطم حواجز احتباسه. ولأنهم ينهلون من رغد وسعادة الأيام يظنون أن البارحة كان أقصر بكثير مما يأملون.. ويتمنون لو استطال وأصبح كوادي الغضا. في قصيدة مالك بن الريب التميمي... "فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه" وربما هذا القياس لا ينطبق على اولئك الذين دقوا أبواب الشيخوخة وترهلت حالتهم وأحوالهم وقلّت حركتهم وأصبح مضيفهم الدائم والوحيد القابع بقربهم دوماً مجموعة من الأدوية الصديقة المحرم عداوتها.... أما أصحاب العزم والشباب فلغة الاستعجال هي مقصد مطالبهم. يرون الوقت بطيئاً بديناً لا توثب أو اندفاع في حركته ، خلا من شجاعة الإقدام ولكن أصحاب الحاجة يرون أن تكون ساعة الإنتظار عندهم دقيقة ودائماً كان صاحب الحاجة متسرعاً وبعضهم أرعن لا يبالي بقيم... فقط قلة من الناس غير مقيدين بالزمن وهم يعيشون ليومهم فقط نسوا الماضي واقفلوا باب المستقبل وربما امتلكوا نواة السعادة أكثر من غيرهم... خواتيم هذا العام تندت بتباشير الخير في قطرات المطر واحيت الزرع والضرع بعد أن كان عنوانه جفت الأمطار ربما بركة الأعياد التي تواصلت من الأضحى المبارك إلى الميلاد المجيد إلى رأس النسة موعد الأمل... وهذه تباشيره تدقُّ الأبواب تخبرنا عن موعد جديد مع زمن جديد مجهول المضامين لا ندري مايخبئ لنا من خير أم عكسه من نائبات الدهر. وهي ليست قليلة ومنا من خانته الوسائل فلم يستطع أن يوفر شيئاً لغده لأن ماضيه استهلك مخزونه وهكذا الدنيا... توقع الضعيف في شراكها ويستعصي على حيلتها وبأسها القوي وأجمل ماسمعت توصيفاً لأحدهم.. يقول إن صداقتك أيتها الأيام أشبه بواحة في صحراء الزمان وأنا المتعب المكدود .. أفيء الى ظلالها اذا اشتد علي هجير الحياة وظلمها .. وأعبُّ من سلسالها اذا لم تبعدني المتاهات الى شرك لم أقدره أو حيف لم أنتظره أو هم عجزت أن أوفره .. أو دهر استعصى عليّ أمره . تلك الأيام والدقائق التي مرت مما انصرم لها عندي ذكريات مكنونة في خيالي موجزة في قلبي ... تضيق أحياناً فإذا هي حالة قهر وتنفرج أحياناً فإذا هي زرقة بحر .. وتارة بين بين متوجساً من خيانة الدهر لأنها خيانة سم زعاف لا حياة معه .. لحيظات ويبزغ فجر نور جديد على حساب عام أمسك عصاه ورحل وغار في دهاليز الزمان وربما دخل دائرة النسيان عند اولئك الذين يؤمنون أنه نعمة من نعم الله تعالى .. بعضهم ما زالت جذوة تذكاره تتقد لأن أيامه لم تكن إلا ربيعاً نسيماته تباكر القلوب الملهفة بحنان أرق وانضر من النسيم . عاشوا المرح المترف الساحر الذي فارق الهم والهموم وسجنوه في إحكام لا قدرة له على فك حديد قضبانه .. وبعضهم لم تفارقه الكآبة الخرساء . الصمّاء فحولت حياته كدراً بكل الاحوال .. كل جديد يرافقه الأمل حتى تنكشف نواياه وللمرء أن يتخذ من الأمل مبدأ ومنطلقاً وأن يقرنهما بالجد والعمل .. عندئذ لن تبخل عليه الأيام بفتح كنوزها وتقديم ما عندها من خير واحتضانه في جنات نعيمها ولنا أن نتصور زمناً بدون أمل . كيف يكون .. تكون جهنم أرحم منه خصوصاً اولئك الذين كان بينهم وبين الحظ طلاقاً بائناً .. سقى الله أيام العام المنصرم بعجزها وبحيرها بحلوها ومرها بخيرها وشرها واهلاًبالجديد عل أنواره تبدد ظلمة بؤسنا وقنوطا وأرجو أن نستمتع بلذة الجديد وأن لا تكون عودة للقديم وأن لا يصدق المثل « كل جديد له لذة ونحن للقديم نعود بل نقول الجديد حبوا والقديم نستفادمنه ونختار الصح ونطرح الغلط والله ولي التوفيق | |
|
جنان Admin
عدد المساهمات : 950 تاريخ التسجيل : 16/03/2010
| |
العجيبه Admin
عدد المساهمات : 810 تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 69
| |