﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ ( محمد راتب النابلسي )
( من سورة النمل : من آية " 88 " )
التفاوت لا في الحجم ، فالحجوم متفاوتة ، وليس في التعقيد لأن التعقيدات متفاوتة كذلك ، فهناك حيوان وحيد الخلية ( كائن وحيد الخلية ) كالمتحول الزحاري ، أما الإنسان فهو من أعقد المخلوقات فيوجد بدماغه مائة وأربعين مليار خلية ، في قشرة دماغه فقط هناك أربعة عشر مليار خلية ، في رأسه يوجد ثلاثمائة ألف شعرة ، والآن هناك موضوعات كثيرة حول الهندسة الوراثية والاستنساخ ، وهي شيء معقد جداً ، فالإنسان من أعقد المخلوقات ، إذاً هناك تفاوت ؛ تفاوت بالحجم ، تفاوت بالحواس ، فهناك حواس العقدة العصبية ، كحاسة البصر .. عقدة عصبية .. وهناك العين فيها بالشبكية مائة وثلاثين مليون مخروط وعُصيّة ، وهي تفَرِّق بين درجتين من ثمانمائة ألف درجة ، هناك جهاز نطق ، و جهاز شم ، و جهاز سمع ، فالكلب يشم مليون ضعف الإنسان ، و الصقر يرى ثماني أمثال الإنسان ، و بالحجم يوجد تفاوت ، و بالشكل يوجد تفاوت أيضاً ، وكذلك بالألوان هناك تفاوت ، وبالحواس الخمس تفاوت ، كما يوجد تفاوت بالقيمة ، فيوجد حيوان ثمنه مليون وهو غال جداً ، ويوجد حيوان قتله يحتاج إلى مليون ، هناك تفاوت لكن الآية تقول
﴿ مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾
أي: في الصنعة ، فهناك شركات الآن تنتج نوعين من البضاعة : نوع للاستعمال المنزلي ، ونوع للاستعمال الصناعي ، فالآلة صناعية تعمل باستمرار ،وهي متقنة جداً ، ومتينة جداً ، وهناك آلة تستعمل في المنزل مرَّة في الأسبوع من المواد البلاستيكية فتكون ضعيفة ، بحسب استعمالها، فهذا المصنع يصنع تارةً آلة منزلية بسيطة غير معقَّدة ، غير متينة ، وغير مقاومة ، وتارةً يصنع آلة من أقسى المعادن ، مقاومة ، متينة ، فيها احتياطات بالغة ، هذا المصنع صنعته متفاوتة من حيث الإتقان ، لكن الله سبحانه وتعالى صنعته غير متفاوتة .